قيل
مجلة ماجد: موسوعة تاريخية وتحليلية
النشأة والتأسيس
تأسست مجلة ماجد في 28 فبراير 1979، وصدر عددها الأول تزامناً مع السنة الدولية للطفل.
صاحب فكرة المجلة ومؤسسها هو أحمد عمر، الكاتب الصحفي المصري وأحد رواد صحافة الطفل في العالم العربي، الذي ابتكر شخصياتها وأشرف على تحريرها لمدة تقارب 30 عاماً.
جاءت التسمية "ماجد" تيمناً بالبحار الإماراتي الشهير أحمد بن ماجد، بعد نقاش بين أسماء مقترحة مثل "دانة" و"حمدان".
طُبع العدد الأول بــ 5000 نسخة ووزع مجاناً، ثم ارتفع العدد سريعاً إلى 10,000 نسخة في الأسبوع الثاني.
عصرها الذهبي وتطورها
استمرت المجلة تصدر أسبوعياً كل يوم أربعاء حتى نهاية 2019، ثم تحولت إلى إصدار شهري منذ 2020.
يعتبر عقد الثمانينات هو العصر الذهبي للمجلة، حيث شهدت ذروة انتشارها وتأثيرها، وأصبحت جزءاً من ذاكرة أجيال من الأطفال العرب.
تميزت المجلة بمحتوى ثري يجمع بين القصص المصورة، المقالات التربوية، المسابقات، والملحقات العلمية والثقافية، مع إخراج فني جذاب وألوان زاهية.
من أبرز شخصيات المجلة: ماجد، كسلان جداً، زكية الذكية، النقيب خلفان، وغيرهم من الشخصيات المحببة للأطفال.
الكتاب والرسامون والإداريون
أشرف أحمد عمر على تحرير المجلة وكتابة افتتاحياتها، وابتكر قصص الشخصيات الرئيسية.
شارك في المجلة نخبة من الكتاب والرسامين العرب، منهم الكاتب خليل الحداد الذي كتب كلمات أغنية المجلة الشهيرة.
تولت إدارة التحرير لاحقاً فاطمة سيف ثم مريم السركال، حيث استمرت المجلة في تطوير محتواها وشكلها الفني.
اعتمدت المجلة على مساهمات الأطفال أنفسهم كقرّاء ومراسلين ورسامين، مما عزز تفاعلها مع جمهورها.
التطورات والتغيرات اللاحقة
أطلقت المجلة موقعاً إلكترونياً عام 2009 لتسهيل التفاعل مع القراء.
في 2015 أطلقت قناة تلفزيونية باسم قناة ماجد، بالإضافة إلى تطبيق إلكتروني على الهواتف الذكية.
توسعت المجلة في إصدار كتب وسلاسل تعليمية مثل "دائرة معارف زكية الذكية"، "كسلان جداً"، و"فريق البحث الجنائي".
شهدت المجلة تغيرات في الأسلوب والمحتوى لتواكب تطورات العصر الرقمي واحتياجات الجيل الجديد.
مقارنة بين الجيل الحالي والسابق
الجيل الذهبي (الثمانينات والتسعينات)
محتوى ورقي أسبوعي، قصص تربوية، شخصيات ثابتة
فاعل عبر الرسائل الورقية والمراسلات
تأثير تربوي مباشر وقيم عربية أصيلة
ارتباط وجداني وحنين للأعداد القديمة
الجيل الحالي (2020 وما بعد)
محتوى شهري، منصات رقمية، تطبيقات وقناة تلفزيونية
تفاعل مباشر عبر الإنترنت والتطبيقات
محتوى متنوع، ترفيهي وتعليمي، مع حرص على القيم الحديثة
منافسة شديدة من الوسائط الرقمية الأخرى
رغم نجاحها وانتشارها، واجهت المجلة انتقادات حول هبوط مستوى بعض أعدادها في السنوات الأخيرة مقارنة بالعصر الذهبي، ويرجع ذلك لتغير ذائقة الأطفال وتنوع مصادر الترفيه. كما يلاحظ بعض القراء القدامى تغيراً في طبيعة القصص والشخصيات، مع ميل أكبر للترفيه الرقمي على حساب المحتوى الورقي التقليدي.
الخلاصة
مجلة ماجد تمثل رمزاً ثقافياً وتربوياً في العالم العربي، أسهمت في تشكيل وجدان أجيال من الأطفال عبر محتوى هادف وإبداعي. تطورت المجلة لمواكبة العصر الرقمي، لكنها ما زالت تحتفظ بمكانتها في ذاكرة القراء، مع اختلاف واضح بين تجربة الجيل الذهبي والجيل الحالي من حيث الوسائل والتأثير، إلا أن رسالتها في تنمية الطفل العربي وغرس القيم النبيلة بقيت حاضرة عبر العقود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق