الأحد، 7 أكتوبر 2018

فرانك فرازيتا Frank Frazetta



فرانك فرازيتا الفنان الأمريكي الوحيد الذي علق في ذهني وأعجبني رسمه وأنا أعتبره معنويا تابعا للمدرسة الأوروبية فهو فنان شاعري جدا ويعمل تماما مثل الأوروبيين وليس بحسب النمط الأمريكي
لقد قدمت وأخي النمر في الماضي سلسلة كاملة من ستة أجزاء عن ما يسمى بـ (ديث ديلر) الترجمة الحرفية (تاجر الموت) لكن انسجاما مع أجواء القصة سميناه (السفاح)
صحيح هو لم يرسمها وإنما ذُكر اسمه فيها كون هذه الشخصية له (للوصول إليها من هنا)

شخصية (Death Dealer) نفسها هي من ابتكار الرسام الأسطورة (فرانك فرازيتا) أهم من رسم كونان البربري، بل أول من رسم شخصيات الفانتازيا عام 1964 وعنه أخذ الكثير من الرسامين والمؤلفين هذه الشخصيات

فرانك فرازيتا، ولد في التاسع من فبراير عام 1928 في بروكلين نيو يورك سيتي، ومات في العاشر من مايو عام 2010
فرازيتا يرسم نفسه



م. هيثم حمد الله

بقلم الأخ أشرف:


  كنت قد تحصلت قبل فترة على مجلدات من إصدارات دارك هورس بعنوان كريبي هذه المجلدات تحوي بطياتها إصدارات خاصة وأعداد منتقاة بعناية من مجلة الكوميكس الأمريكية والمعروفة أيضًا بـاسم كريبي وهي مجلة كوميكس متخصصة بنشر ثقافة الرعب وكل ما هو غريب ومثير .



صدرت هذه المجلة ولاقت شهرة ورواجًا بأواخر القرن العشرين بالتحديد خلال فترة السبعينيات والثمانينيات لذا ستلاحظون أن جميع الأعداد كانت صفحاتها غير ملونة عدا الأغلفة طبعًا .
ولقد عمد طاقم التحرير وإدارة المجلة بشكل ملحوظ إلى التعاقد مع أفضل رسامي الكوميكس الموجودين في تلك الأيام للتغلب على دور النشر الأخرى وتحقيق أكبر عدد ممكن من المبيعات .
لا أرغب الاسترسال في الحديث عن هذه المجلة حاليًا لأنكم ستتعرفون عليها قريبًا بإذن الله بشكل أفضل وأشمل حيث أنني أعمل حاليًا على ترجمة وإعداد ما تحصلت عليه من إصدراتها و سأقوم برفعها إلى الموقع إن شاء الله متى ما تسنى لي ذلك .



موضوعي الأساسي الذي أرغب الحديث عنه في هذا المقال هو أحد الرسامين الذين عملوا ضمن طاقم تلكم المجلة ألا وهو "فرانك فرازيتا" .




وقبل أن أتحدث عنه بشكل مفصل يطيب لي الإشارة إلى أنني من محبي البطل طرزان وأيضًا  كونان البربري والوطواط وكان لا بد لي يومًا ما من الاصطدام والتعرف على فرانك فرازيتا فلقد قام هذا الرسام البارع بتنفيذ العديد جدًا من أغلفة الاصدارات الخاصة بهذين البطلين هذا بالإضافة إلى عمله مع دور النشر الأخرى أمثال دي سي و مارفل .






والطريف في الأمر أنني علمت لاحقًا أن فرانك كان أول من قام برسم شخصية كارسون فينوس وهو شخصية من وحي الكاتب "ادجار رايس بوروك" المعروف عنه أنه الأب الروحي لبطلنا المحبوب طرزان ولقد قمت برفع مغامرة يلتقي فيها طرزان بكارسون فينوس وكانت باكورة أعمالي على الموقع .





وأقولها بكل صراحة إن أعمال فرانك فرازيتا قد سحرتني تمامًا وخلبت لبي إلى حد بعيد فأعماله تتميز باتقان ودقة متناهية أضف إلى هذا الخيال المتنهاي والأفكار الخصبة التي يتميز بها هذا الرسام الفذ .






فرانك فرازيتا فنان أمريكي المنشأ من مواليد التاسع من فبراير 1928م وتوفي بتاريخ 10 مايو 2010م وعرف من خلال مسيرته المهنية بأنه من أفضل رسامي القرن بمجال الكوميكس وبالتحديد في جانب الفانتازيا والخيال العلمي، تم ترشيحه واختياره مرتين كأفضل رسام كوميكس عام 1995م و 1999م وهنالك برنامج وثائقي تم عرضه عام 2003م يسرد سيرة هذا الفنان بالتفصيل .
نشأ هذا الفنان وترعرع في أحد أحياء نيويورك الفقيرة ( بروكلين ) وكان لديه أربعة إخوة ولاحظت جدته موهبته اللافتة للانظار في الرسم والتي بدأت تظهر منذ عامه الثاني حيث قامت برعايته وتبنيه دونًا عن بقية إخوته وتشجيعه على تنمية هذه الموهبة وصقلها . 
يقول فرانك : جدتي كانت هي الشخص الوحيد الذي يقوم بالاطراء على رسوماتي وكانت تمنحني شلنًا في كل مرة أقوم برسم شيء ما وإن كان بسيطًا أو غير مكتمل .
على العكس تمامًا من أساتذتي بالمدرسة الابتدائية الذين كانوا دائمي التحفظ في مشاهدة رسوماتي والحديث عنها بل إنني كنت أرى بوضوح علامات الاستياء تعلو وجووهم عند عرض رسوماتي عليهم مما دفعني إلى ارتياد مدرسة الفنون في عمر مبكر جدًا ولكن هذا لم يغير شيئًا حيث إن أعمالي لم ترق للكثيرين هنالك أيضًا.
بعمر الثامنة بدأ فرانك بالدراسة بمدرسة بروكلين للفنون الجميلة، وهي مدرسة صغيرة يديرها أستاذ يدعى "ميشيل فلانجا" لم يعلمني أي شيء يقول فرانك عنه هو فقط كان يكتفي بمشاهدة أعمالي من على البعد وأحيانًا  كان يطري عليها أو يبدي بعض الملاحظات ولكنني لم أحظ معه بأي حوار ناجع قد أستفيد منه لاحقًا بمهنتي أضف إلى هذا لغته الانجليزية السيئة، والحق يقال بأنني قد تعلمت الكثير من زملائي الطلاب هنالك .




تحصل فرازيتا الذي كانت تنتابه رغبة محمومة للعمل بمجال الكوميكس على أول وظيفة وهو بعمر السادسة عشر عام 1944م وكان عمله بسيطًا يتلخص في تنظيف وتنسيق بعض الرسومات التي تم تنفيذها بقلم الرصاص في استديو الفنان "بيرنارد بايلي". ثم تطور أسلوب عمله بعد فترة وجيزة ليقوم بتلوين قصة مصورة من ثمانية صفحات بعنوان (رجل الثلوج) والتي قام بوضع الخطوط الأولية لها الفنان "جون جوينتا" في ديسمبر 1944م .


ولم يعتبر فرازيتا أن ما قام به في تلك الفترة كان كافيًا لظهور اسمه بل كان يعتبره مجرد تدريب ولكنه لم يكن تدريبًا جيدًا لسبب ما لذا نجد أنه من الصعب التحصل على قائمة شاملة لأعمال فرازيتا في تلك الآونة .
في يوليو 1946م قام فرازيتا بتنفيذ قصة من أربع صفحات بعنوان (وليام بين) مؤسس فيلادفيا لصالح مجلة كنوز الكوميكس .




وقام أيضًا بتنفيذ قصة أخرى من صفحة واحدة بعنوان (آهوي السفينة المعادية) لصالح مجلة "كوميكس جورنال" حيث قام فيها بتقديم شخصية (الكابتن كيد) للمرة الأولى .




وفي نفس الفترة تعرف فرازيتا على اسم لامع بصناعة الكوميكيس هو "جراهام انجليس" الذي كان من أوائل الأشخاص الذين لاحظوا موهبة فرازيتا الفذة في هذا المجال ولم يلبث جراهام أن يمنح فرازيتا فرصة للقيام بتفيذ سلسلة بعنوان (لويس الكسول) التي كانت تعتبر من المقومات الأساسية لمجلة الكوميكس الشهيرة في تلك الفترة والتي كانت تحمل اسم "آبنر الصغير".



بعد ذلك بفترة وجيزة برع فرازيتا بعدة أنماط مختلفة من الكوميكس مثل الفانتازيا وحكايات الغرب الأمريكي والقصص التاريخية وقصص الغموض والسحر .



وكانت باكورة أعماله في تلك الفترة شخصية ظريفة باسم (فريتز) بمجلة "حيوانات مضحكة" والتي كانت تصدرها دار النشر المرموقة "ديل" .


تعرض فرازيتا أيضًا لبعض القصص الحربية القصيرة التي تتكون من صفحة واحدة عادةً والتي كانت تذكر بها بعض العبر والتوجيهات التي تحذر الشباب من تعاطي الكحول والمخدرات. كما قام فرازيتا أيضًا بالتعرض لسيرة حياة بعض المشاهير والممثلين المرموقين في تلك الفترة ومعالجتها بأسلوب الكوميكس منهم الممثل "بيرت لانكستر" .



في بدايات عام 1950 تعاقد فرازيتا للعمل مع العديد من دور النشر أهمها وأشهرها دار دي سي كوميكس ودار الكوميكس الوطنية ودار آفون كوميكس حيث قام لأول مرة بتقديم شخصية خارقة تحمل اسم (الفارس اللامع) الجدير بالذكر أن غالبية أعماله كانت تتم بالتعاون مع صديقه ورفيق مهنته الرسام "آل ويليامسون" والقليل من الأعمال كان يقوم بها بمساندة صديقه وأبيه الروحي "روي ج. كيرنل" .




لمع اسم فرازيتا في تلك الآونة وكان ذلك بفضل تنفيذه لأغلفة مجلة كانت تحمل اسم "مشاهير مرحون" حيث كان يقوم برسم شخصية بطل اسمه (باك روجرز) وهي شخصية شديدة الشبه بشخصية فلاش جوردن من حيث الشكل وشخصية العميل جيمس بوند من حيث المضمون .






بعدها عاد فرازيتا للتعاقد مع دار "آل كاب" للعمل بمجلة "آبنر" الصغيرة بشكل شبه دائم والتي كانت تحمل عمودًا خاصًا به والذي كان يحوي مغامرات بطل باسم (جوني كوميت) وهي شخصية تشبه إلى حد ما بطل السباقات (ميشيل فايان) .





وفي نفس الفترة كان فرازيتا يقوم بمساندة صديقه "دان باري" في رسم مغامرات (فلاش جوردن) والتي كانت تصدر بشكل يومي في حينها .





في نوفمبر عام 1956 تزوج فرازيتا من السيدة ايليانور كيلي والتي ولدت له أربعة من الأبناء فرانك، بيلي، هولي وهايدي .



في عام 1961 أنهى فرازيتا عقده مع دار "آل كاب" وتفرغ للعمل بمفرده حيث قام بمساندة صديقيه هارفي كورتزمان و ويل ايلدر لتنفيذ ثلاثة قصص متفرقة .



في عام 1964 لفتت أغلفة فرازيتا التي قام بتنفيذها لصالح مجلة "ماد" وهي مجلة اجتماعية وتعنى بأخبار الفن والنجوم والتي كانت عبارة عن رسومات لفريق البيتلز وبعض الاعلانات التجارية أنظار "شركة الفنانين المتحدين الدعائية" حيث طلبت منه الشركة القيام بتنفيذ بوستر لفيلم كوميدي يحمل عنوان (ما الجديد يا قطة؟) وقد لاقى البوستر استحسان المنتجين بشكل كبير مما دفع الشركة للتعاقد مع فرازيتا فورًا وقام بعدها بتنفيذ العديد من بوسترات الأفلام الأخرى .









لاحقًا قام فرازيتا بتنفيذ وانتاج العديد من أغلفة المجلات والإصدارات الخاصة ولكن هذه المرة قام بجميع خطوات العمل بمفرده وفي الاستدويو الخاص به، ويعتبر فرازيتا أبرعمن قام برسم وتجسيد شخصية كونان البربري بجميع تفاصيله وتقديمها إلى جمهور الكوميكس منذ تلك الفترة وحتى الآن .



علمًا بأنه من خلال تعامله مع شخصية كونان البربري فقد قام فرازيتا وبشكل هائل لم يسبقه إليه أي رسام بإثراء هذا النمط من الكوميكس ألا و هو نمط السحر والسيف والغموض وأضاف إليه الكثير جدًا وأخذ جمهور المتابعين لهذا الكوميكس إلى أبعاد وأزمنة وعوالم غنية بالخيال الخصب والأفكار الفذة التي لم يسبق لهم معرفتها من قبل مما حذا بالعديد من الرسامين الناشئين في تلك الأيام إلى اتباع خطوات فرازيتا في الرسم واعتباره قدوة او معلم بالنسبة لهم .
و كانت أعمال فرازيتا في هذه الفترة  تلاقي رواجًا وطلبًا هائلًا من دور الكوميكس المختلفة حيث قام أيضًا بتنفيذ أغلفة بعض مغامرات طرزان الكلاسيكية وقام أيضًا بتقديم شخصية "بارسوم" أو "جون كارتر" القادم من المريخ وهي شخصية من وحي الكاتب الجبار ادجار رايس بوروك الأب الروحي لشخصية طرزان .







الطريف في الأمر أن أغلفة فرازيتا التي قام بتنفيذها لصالح ادجار رايس بوروك قد صادفت خط سير القصص بشكل كبير و تناغمت معها بالرغم من أن فرازيتا نفسه لم يقم بمطالعة هذه القصص حيث أضاف قائلًا:" لم أحظ بمتسع من الوقت لمطالعة هذه القصص الرائعة ولم أهتم برأي النقاد أو المتابعين لفن الكوميكس حينما قمت بتنفيذ هذه الأعمال ولكن ما كان يهمني بل ويثير هلعي إلى حد كبير هو رأي ذلك الطفل أو الشاب اليافع الذي يقف أمام كشك الجرائد ليتحصل على نسخته التي ربما قام بادخار مصروف يوم بأكمله أو يومين من أجل الحصول عليها ".
وبعد كل هذا النجاح تحول اسم فرازيتا إلى ما يشبه العلامة التجارية وأصبح يشار إليه بالبنان أضف إلى ذلك إمكانياته في استخدام الألوان الزيتية والمائية بشكل متقن بالرغم من أنه غالبًا ما كان يفضل العمل باستخدام أقلام الرصاص وأصبح فرازيتا مشغولًا بأعماله التجارية التي كانت تتلخص في تنفيذه لأغلفة المجلات وبوسترات الأفلام بجانب قيامه بعمل بوسترات وتقاويم سنوية للعديد من الفنانيين والشخصيات المرموقة مما باعده عن مجال الكوميكس شيئًا فشيئًا. وفي هذه الفترة بالتحديد تعاقد فرازيتا مع دار وارن للنشر حيث بدأ بالعمل بعدة مجلات تعنى بقصص الرعب والحروب منها مجلة كريبي التي تحدثنا عنها بمطلع هذا المقال ومجلة أخرى شديدة الشبه بها تحمل اسم آيري ومجلة المواجهة الملتهبة ومغامرات (فامبريلا) مصاصة الدماء .





سارعت بعض شركات الإنتاج الإعلامية المتخصصة بأفلام الكارتون والانيميشن إلى استدراج فرازيتا بشكل قد يبدو حذرًا إلى خوض غمار هذا المجال ويبدو هذا واضحًا من خلال ادراج اسمه من ضمن طاقم العاملين ببعض الأفلام على الرغم من أنه لم يكن فعلًا من ضمن العاملين بمعنى آخر أنهم قاموا فقط بشراء اسم فرازيتا لإدراجه من أجل تحقيق المزيد من الربحية و الوصول إلى نسبة مشاهدة عالية .
وفي مطلع عام 1980 قام فرازيتا بالعمل بشكل فعلي مع المنتج رالف باكشي بفيلم الكارتون الذي كان يحمل اسم (الجليد والنار) و الذي تم إطلاقه عام 1983 .






الجدير بالذكر أن التقنيات التي كان يتم استخدامها في مجال أفلام الكارتون في تلك الفترة كانت بدائية إلى حد كبير مقارنة بما نراه أمامنا الآن على شاشات التلفزة والسينما حيث كان يتم العمل والتصوير عن طريق الكوادر المتحركة والتي تستنفذ الكثير جدًا من الوقت والجهد وهذا الشيء بدوره قد قطع علاقة فرازيتا بمجال الكوميكس بشكل مريع .
وبعد الانتهاء من عمله بفلم الجليد والنار قام فرازيتا بتنفيذ العديد من أغلفة الألبومات الموسيقية لبعض الفنانين والفرق مثل فرقة مولي هاتشت حيث قام فرازيتا بعمل لوحة تحمل اسم (تاجر الموت) لاستغلالها كأول غلاف من ألبومات الفرقة وهذه اللوحة تعتبر من أنجح أعمال فرازيتا على الإطلاق حيث قام بإصدار عدة نسخ لاحقة منها الأمر الذي أثار إعجاب الفرقة إلى حد كبير فقاموا بطلب لوحات أخرى من فرازيتا وقاموا بتبنيها كأغلفة لألبوماتهم (مملكة الظلام والمتوحش) .








عمل فرازيتا أيضًا مع فرقة داست حيث قام بتنفيذ لوحة عمالقة الجليد والتي تعتبر أيضًا من أنجح وأشهر أعمال فرازيتا علمًا بأن هذه اللوحة كانت مصدر إلهام لمغامرة كاملة خاض غمارها البطل كونان البربري قامت بإصدارها دارك هورس وكانت تحمل نفس الاسم وتمت إعادة نشرها أكثر من مرة وقام برسمها ومعالجة أحداثها عدة فنانين غير فرازيتا .





بعد ذلك عاد فرازيتا إلى جذوره وإلى عمله الذي أحبه وكرس حياته من أجله ألا وهو الكوميكس حيث قام في مطلع عام 1980 بافتتاح معرض خاص برسومات البطل كونان البربري وكان يمضي به الكثير جدًا من وقته حيث يقوم بترميم وتحسين رسوماته القديمة وإضافة المزيد من اللوحات والرسومات التي جادت بها قريحته ولاحقًا تحوّل هذا المعرض إلى متحف يشمل جميع أعمال فرازيتا التي قام برسمها بالاضافة إلى بعض الفنانين الذين عاصروا فرازيتا. وهذا المتحف موجود إلى يومنا هذا بمنطقة "ستراودس بيرج" بولاية بنسلفانيا وكان فرازيتا يرفض بشكل قاطع أن يقوم ببيع أي من رسوماته ولكنه رضخ أخيرًا وذلك في عام 2009 حيث بيعت لوحته التي تحمل اسم كونان الغازي بمبلغ مليون دولار .






في أيامه الأخيرة كان فرازيتا يعاني من بعض المشاكل الصحية وتعرض لعدة أزمات قلبية سببت له شللًا تامًا بيده اليمنى ولكنه لم يستسلم لهذا الأمر بل قام بتدريب يده اليسرى لمواصلة مسيرته الفنية ولقد نجح في هذا إلى حد بعيد .
وبحلول العام 2009 كان فرازيتا يعيش وحيدًا بمنزله الذي بلغت مساحته ستة وسبعين فدانًا هذا بالاضافة إلى متحفه الخاص حيث توفيت زوجته ومديرة أعماله اليانور بعد صراع لمدة عام مع داء السرطان قام بعدها فرازيتا بالاستعانة بصديقيه روب بيستيلا و ستيفي فورزوكو لإدارة أعماله ومساندته .


الأمر المثير للحزن أنه في التاسع من ديسمبر من عام 2009 تم إلقاء القبض على ابن فرازيتا الوحيد فرانك  الملقب بالفونسو وهو يحاول سرقة ما يقارب 90 لوحة من متحف والده بمساعدة صديقه كيفين كليمنت ولقد تحدثت اليانور والدته ذات مرة قائلة إن الفونسو كان مقربًا جدًا من أبيه وإن فرازيتا كان يثق به ثقة عمياء وعندما تمت مواجهة الفونسو بهذه التهمة قال مبررًا إن كل ما قام به كان بغرض حماية لوحات والده وأعماله من البيع والنسخ أو التقليد ولم يكن غرضه السرقة مما دفع بشقيقات الفونسو إلى المطالبة باسقاط التهمة الموجهة إلى أخيهم والمطالبة بتوقيع أدنى حد ممكن للعقوبة .
في الثالث والعشرين من ابريل من عام 2010 قامت كل من هايدي فرازيتا بمساندة شقيقها بيلي وشقيقتهم هولي بإعلان شركة من شأنها القيام بتسجيل جميع أعمال فرازيتا وترويجها تجاريًا وإعلاميًا  وهو نفس اليوم الذي أفرج فيه عن شقيقهم الفونسو من سجن الولاية .

في العاشر من مايو 2010 رحل فرازيتا عن الحياة بعد أزمة قلبية أودت به ..

كان فرازيتا مصدر وحي وإلهام للعديد من الفنانين علمًا بأن بعضهم لم تكن له أي علاقة بفن الكوميكس وكان أشهرهم الفنان الياباني يوسوك ناكانو قائد فريق الرسامين الذين عملوا بسلسلة لعبة الفيديو المشهورة (أسطورة زيلدا) والتي كانت تعتبر من أبرز الألعاب التي صنعت نجاح جهاز الألعاب والتسلية المنزلي المعروف ناينتدو .



وكان مارك سيلفستري و شيلبي روبرستون من ضمن الفنانين الذين ساروا بطريق فرازيتا في مجال الكوميكس وفي مطلع عام 2012 قام المنتج وصانع الأفلام روبرت رودجرز بعمل إعادة لفيلم (الجليد والنار) الذي كان فرازيتا من ضمن العاملين بطاقمه و الذي تعرضنا لذكره سابقًا والجدير بالذكر أن رودجرز قد توطدت علاقته بأفراد أسرة فرازيتا كثيرًا وأصبح ملاصقًا لهم وهو الآن يأمل بافتتاح معرض جديد بمدينة "أوستن" بولاية تكساس يضم أعمال فرازيتا بجانب متحفه القائم في بنسلفانيا .
وتقوم هايدي ابنة فرازيتا حاليًا بعمل جولة خلال مدن الولايات المتحدة تناقش بها العديد من قضايا الكوميكس وتقوم أيضًا بعرض نسخ من أعمال والدها .



صورة نادرة لفرازيتا في أواخر أيامه مع ابنته هايدي وحفيدتيه



هايدي ابنة فرازيتا وحفيدتاه في معرض كوميكون في نيو يورك



بوستر معبر جدًا أثار بوجداني العديد من الشجون والأسى على رحيل هذا الرجل يظهر به فرازيتا مع بعض الشخصيات والأبطال الذين قام بابتكارهم ورسمهم .. أرى هنالك بأقصى اليسار طرزان و هو يمتطي ظهر صديقه الفيل تانتور وبجانبه فامبريلا مصاصة الدماء ودونهما كونان وفي أسفل الدرج تاجر الموت والمتوحش
هنالك على الجانب الأيمن أستطيع التعرّف على باك روجرز ولكنني لم أتعرف إلى هذه الحسناء التي تمسك بيد فرازيتا .


المصادر : https://en.wikipedia.org/wiki/Frank_Frazetta
=================

مصطفى بادي يقول:
ملاحظة بسيطة شركة ناشينوال كوميكس هي ذاتها شركة دي سي
وأول من رسم شخصية كونان البربري في الكوميكس هو الفنان الأنجليزي باري وندسور سميث وليس فرزيتا، فرزيتا رسم أغلفة وبعض اللوحات لروايات كونان المكتوبة ولم يرسم كوميكس لكونان على الاطلاق، أما لوحة عمالقة الجليد فهي مستوحاة من قصة كتبها روبرت هاورد، مبدع شخصية كونان، لا العكس

رأفت الحرباوي يقول:
لقد سحرت باعمال هذا الفنان منذ أن اطلعت على اعماله ضمن صفحات منشورات دار "Warren Publishing" ، وهذه الدار للاسف لم يتعرف عليها القارىء العربي علما بأنها كانت السباقة في نشر روائع عالم الخيال العلمي والفانتازيا..
وبالمناسبة مجلة "كريبي" ليست من نشر دار دارك هورس وانما هي تخص دار وورن والتي كانت تنشر مجلات الخيال العلمي والفانتازيا مثل مجلة Creepy و Eerie و 1984/1994 و Vampirella و غيرهم من الروائع ولكن هذه الدار  افلست واغلقت ابوابها في العام 1983 بعد مسيرة طويلة قدمت خلالها الكثير من اعمال الفنانين والذين اشتهروا ووصلوا الى ابواب العالمية بواسطتها.

ما قامت به دار دارك هورس هو بانها اعادت نشر اعداد هذه المجلات من خلال البومات كبيرة.

انا اعشق عالم الخيال والفانتازيا واجمع الكثير من الالبومات الخاصة بمشاهير الرسامين مثل فرانك فرازيتا وسان جوليان وبوريس فاليو وغيرهم...الذين لهم مقدرة على حملك الى عالم آخر مليء بالسحر والجمال.





.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق