بقلم: صاحب مدونة (عرب اسبريسو)
قيل
جو ناجاي Gō Nagai 永井 豪 هو كاتب قصص مانغا Manga يابانية و مؤلف لعدد من مسلسلات الأنيمي Anime و هو يعد أحد الفنانين الهامين جداً في تاريخ القصص المصورة اليابانية.
جو ناجاي هو الشخص الذي كان وراء مسلسلات غريندايزر و مازنجر Z المعروفين جيداً في العالم العربي. يمكن القول بأن غريندايزر هو عمل الكرتون الذي ما زال الأكثر شهرة في العالم العربي حتى يومنا هذا.
ملاحظة صغيرة فقط بالنسبة للأنيمي Anime فأحب أن يتم التمييز بينه و بين الأنيميش Animation إذ يخصص الأول للكلام عن سلاسل المانغا المحولة لصور متحركة حصراً بينما يشار للثاني غالباً عندما نتحدث عن بقية الأنواع ، خصوصاً الأنيميشن الثلاثي الأبعاد مثل منتجات بكسار Pixar و دريم وركس Dream works و التي تصنف على أنها أنيميشن وليست أنيمي ، من الأمثلة الجيدة على الأنيمي مسلسلات مثل المحقق كونان Conan Detective أو مسلسل سلام دانك Slam dunk و دراجون بول أو كرة التنين Dragon Ball
من الغريب معرفة أن الدخول للكليات و الجامعات المحترمة في اليابان في ذلك الوقت كان محدداً وفق درجات امتحان الثانوية العامة. و معظم الطلاب يقوم بإعادة البكالوريا ، الطريف في الموضوع أن لديهم تسمية لطالب الإعادة Ronin
بدأ ناجاي بعمل بعض الرسومات و إرسالها لعدد من بيوتات النشر المخصصة بالمانغا ( يحزنني فعلاً أن أتحدث عن بيوتات نشر كاملة للرسم في طوكيو في عام 1967 و لا يوجد لدينا ولا واحدة حتى الآن في سوريا حتى لا أقول العالم العربي ) ، ولم يحصل على أية استجابة رغم أن رسومه كانت جيدة فعلاً ، للأسف يبدو أن المدام الوالدة لديه كانت شخصية عنيدة المراس و لا تختلف كثيراً عن أي ( إم عبدو ) حلبية. فقد كانت وجهة نظرها إنو ( شو هالحكي الفاضي هاد مانغا و ما مانغا ! ) و ثبت بعدها أنها كانت تذهب لكل ناشرٍ يرسل إليه و تترجاه بأن لا يقبل هذه الرسومات من إبنها الأخرق مع الكثير من ( الله يحن عليك و ماعندي غيرو و بيتقل قلبي عليكن .. ) إلخ !
طبعاً الإصرار بالأخير سيجعلك تقنع السيدة الوالدة بأن فالج لا تعالج ، و أخيراً إهتمت مجلة Shonen Sunday ( الشونن على فكرة هو تصنيف للأنيمي المخصص للمراهقين يعتبر موجهاً أكثر للفتيان – مليء بالأكشن و الآلات و العنف – مقارنة مع الشوجو المخصص أكثر للفتيات – رومانس و علاقات عاطفية و لطف – ) . قامت شونن سنداي بتقديمه بعدها إلى الفنان شوتارو إيشينوموري و الذي قبل توظيفه عنده في استوديو إيشنوموري عام 1965 عن عمر لا يتجاوز 19 عاماً.
كان العمل الذي لفت انتباه إيشنوموري هو نموذج لقصة خيال علمي عن محارب نينجا مستقبلي ( لم تكن تتجاوز وقتها ال 15 صفحة ، أنجزها جو بمساعدة أخيه ياسوتاكا ، و بإشراف إيشنوموري تطورت لتصل حتى 80 صفحة ، ولكنه كان يقول لجو ناجاي بأن مستوى رسومه سيء و ركيك و عليه تحسين مستواه ! ( من البديهي طبعاً أن كل إنسان يبدأ بمستوى متواضع لكن من المضحك فعلاً و أنت تقرأ الأحداث في الماضي عندما ترى مثلاً أستاذ سير إسحاق نيوتن للفيزياء وهو يتهم طالبه بالغباء ! ) ، في عام 1967 قبله إيشينوموري كأحد مساعديه الأساسين رغم معارضة والدته دوماً و أبداً.
الأعمال الأولى :
كانت الأعمال الاولى لجو ناجاي في طابعها العام عبارة عن قصص هزلية قصيرة جداً و مضحكة و قد تكون في كثير من الأحيان مؤلفة من كادر واحد فقط ! مثل سلسلة Meakashi Polikichi التي نشرها في مجلة Bokura عام 1967 ، و لكن عمله الذي غير كل شي هو سلسلة Harenchi Gakuen.
القصة بشكل عام تتحدث عن مغامرات طالب مراهق في المدرسة الثانوية و بعض المواقف المضحكة التي يتعرض لها عند معاكسة الفتيات و إغضاب الأساتذة ( برأيي الشخصي من الطبيعي أن تكون هكذا قصة صادرة عن طالب ما جمع منيح بالبكالوريا أول سنة ! وربما جعلها الصدق الموجود فيها تتكلل بالنجاح ! )
في الأساس قام جو ناجاي بإنجاز هذه السلسلة لتكون الأولى ضمن مجلة Shonen Jump الحديثة الظهور و لكي تتنافس مع المجلات الأخرى الشعبية . كانت البداية بعمل قصة عن المدارس الثانوية و الشغب بالاعتقاد بأن هذا المزيج هو مزيج ناجح ، كان لديه أحد المساعدين الذين حدثه عن قصة طريفة عن كيف كان يسترق النظر لعيادة المدرسة المخصصة للفتيات عبر فرجة ضمن الحائط ! و قرر ناجاي أن هذا هو الأسلوب الذي ستسير عليه السلسلة ! بصراحة لست مقتنعاً بهذه التقفيلة و أراها حجة ليس أكثر ! كما لا أقتنع أيضاً بأنه استلهم خطوط بطلته الأساسية من تمثال فينوس الشهير و انفتاحه على الثقافة الغربية ، لكني هنا لست المفتش العام و لاقاضي القضاة بل مجرد قارئ درويش يستخدم جهازه المحمول المتواضع لترجمة هذه السطور من الويكيبيديا و الجوجل ليس اكثر !
رغم أنها اعتبرت فضائحية في وقتها ، تبدو هذه القصص شديدة البراءة بمعايير أيامنا الحالية ، فجو ناجاي لم يقم أبداً برسم جنسي صريح ، و حتى عندما كان يرسم صوراً جريئة فقد كان هنالك دوماً لمسة من الكوميديا في الموضوع ، لكن على أي حال قام كثيرُ من الآباء و الأساتذة بالاعتراض على السلسلة ،و اعتبر جو ناجاي بهذا العمل بأنه أول من يقدم جرعة من المحتوى للجنسي للقصص في تاريخ المانغا، و قد أدى هذا لهزة عنيفة في أوساط القراء و الفكرة السائدة عن المانغا بشكل عام ( التي كانت لا تزال في تلك الأيام تعتبر مخصصة للصغار فقط كما يعتقد الكثيرون في العالم العربي حتى يومنا هذا ) ، و لكن المبيعات رغم ذلك وصلت إلى ملايين النسخ للمجلة أسبوعياً .
زاد تضييق الخناق على القصة و ناجاي حتى بدأت تمنع من النشر في بعض المقاطعات اليابانية ، كانت رابطة المدرسين و الآباء تربح المعركة ضده و بدا أن القصة ذاهبة نحو الإيقاف ، قام ناجاي عندها بتحويل مسار الأحداث من مجرد قصص مضحكة عابثة إلى قصة مسلسة ترسم الصراع ما بين جيل الطلاب و جيل المدرسين !! متمسكاً بحرية التعبير و الرغبة في الابتعاد عن النفاق ، فقد كان رأيه أن هنالك كثيراً من القصص الجنسية الصريحة يقرؤها أولئك الناس كل يوم و ليس من المبرر لهم أن يتذرعوا بالفضيلة الآن ضد قصصه هو بالذات . نهاية القصة كانت دراماتيكية عندما جعل كل أبطاله يموتون في معركة ضد نقابات الآباء و المدرسين دفاعاً عن حرية التعبير !!! ( مدري ليش ذكرني بنهاية ضيعة ضايعة ! )
ويمكن القول بأن هذه القصة قد غيرت منحى المانغا الياباني كلياً في أعوام الستينات و حتى أنها أصبحت رمزاً لها.
حمل له هذا العمل الكثير من الشهرة ، و أصبح الشخص الأول على صفحات المجلات و المقصد الأول لعدسات المصورين أينما حل بعد أن كان مجرد مانغاكا مغمور.
تأسيس شركة Dynamic Production :
أسس جو ناجاي هذه الشركة بعد نجاح هارنشي جاكون ، بعد أن لاحظ بأنه عملياً لم يحصل على أيه أرباح من عروض التلفاز الخاصة بالقصة و لا بالمنتجات الدعائية الملحقة من تماثيل و خلافه ( نفس القصة تتكرر مع الكتاب لو لاحظت التدوينات السابقة ، و بنفس الشكل الذي نسمعه عن صراعات الفنانين مع شركات إنتاج الموسيقية ، الظاهر أن الشركات الكبرى دوماً تهدف لامتصاص دمك حياً و جعلك ترضى بالفتات فقط ، دعونا نتعلم هذا من أجل مستقبلنا ) ، تأسست هذه الشركة عام 1969 و أصبحت مسجلة في البورصة عام 1970
حتى نهاية العام 1970 ، كانت كل قصص جو ناجاي ذات لمسة كوميدية واضحة ، حتى قام الناشرون بقولبته أخيراً ضمن هذا الكادر و أصبحو لا يتوقعون منه شيئاً خارجه. لتأتي قصة Oni – 2889 كقصة خيال علمي مختلفة تماماً ، تتحدث أوني عن صراع ما بين أناس قادمين من الفضاء الخارجي ( شعب الأونيس onis ) و بني البشر ، و كما تتخيلون فهذه الثيمة متأثرة بشدة بروح العصر ( حط نيل أرمسترونغ قدمه على سطح القمر في 21 تموز عام 1969 ) و كانت المخلوقات الفضائية شبه حقيقة حتمية في تلك الأيام و ثيمة على لسان الجميع ، و من الجميل ملاحظة الأصول الأولى لفكرة غرانديزر في هذا العمل.
في عام 1971 بدأ جو ناجاي يتبنى ادارج مزيد من الرعب هذه المرة في القصص ، من الممتع تتبع مصادر إلهامه في تلك الفترة مثل قصة Africa Nochiلكاتب الخيال العلمي الياباني الهام Yasutaka Tsutsui، وقصص الرعب القوطي للكاتب الإيرلندي Sheridan Le Fanu و المشهور على فكرة بقصة كاميليا Carmilla التي اعتبرت الإلهام الأساسي لبرام ستوكر Bram Stokerلكتابة رواية دراكيولا Draculaو بداية النجاح الواسع لقصص مصاصي الدماء.
استناداً للتأثيرات السابقة خرجت سلسلة Mao Dante و التي تم تطويرها ليصدر أهم أعماله على مستوى اليابان Devilman أو デビルマン الرجل الشيطان. و التي حصدت كثيراً من الجوائز و الشهرة الأسطورية و أعتبر الكثير من السلاسل الحالية متأثرة بها نوعاً مثل devil may cry ، death note ..
تتحدث القصة عن المراهق الخجول و المتواضع Akira Fudo ، و الذي فقد والديه عندما ذهبا في رحلة استكشافية للقطب المتجمد ، تتم تربيته من قبل عائلة صديقة له تدعى Miki و تنشأ بينهما علاقة حب ، لكن ميكي تكون دوماً محبطة من جبن آكيرا و عدم قدرته على الدفاع عن نفسه و تدخلها هي لإنقاذه من العديد من المشاكل.
يخبره ذات يوم صديقه الحميم ريو RYO بأن والده إكتشف وجود الشياطين عندما كان يقوم بالتنقيب ضمن أحد معابد المايا القديمة و وجد جمجمة كاملة لشيطان ، و تقول الأسطورة بأن من الممكن استخدامها لجلب الشياطين و جعلها تستحوذ المالك ، كان ريو يرغب باستخدامها بنفسه لمحاربة الشياطين لأنه يعتقد بأنه : To fight a demon, one must become a demon. و هو ما يمكن ترجمته بالعربي : إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب !! إحم !
المشكلة في الموضوع هي أن الشياطين و عندما تستحوذ على شخص ما فستغير كل طباعه و صفاته ، كان ريو يعتقد بأن فقط الأشخاص أنقياء القلوب مثل آكيرا بإمكانهم مقاومة هذا الاستحواذ ، لذلك يأخذ آكيرا ذات مساء إلى نادٍ ليلي و يفتعل شجاراً للفت أنظار الشياطين إليهم ، و ليتم في النهاية استحواذ آكيرا من قبل شيطان قوي يدعى آمون Amon لورد الحرب – مرة أخرى لاحظ الاقتراب من غريندايزر بطريقة غير مباشرة – و لكن آكيرا يستطيع السيطرة على قوى هذا الشيطان كلها مع المحافظة على نقاء قلبه .
تنقلب شخصيته رغم ذلك بشكل حاد و يصبح عنيفاً و حاد الطباع رغم طيبته و عندها فقط تعجب Miki به ! و الظاهر أن محبة البلطجيين حقيقة علمية لدى الفتيات و إلا فكيف يفسر لي أحد كيف تحب البنات كريستيانو رونالدو مثلا ؟
المثير في نهاية القصة هو الاكتشاف بأن صديقه ريو هو إبليس ذاته في حالة سبات !! Satan himself in a dormant state ! ( و أنا هنا أصرخ لحد الألم من التشابه مع Street fighter و شخصية ريو الطيب / ريو الشرير فيها ! هذا الرجل في كل مكان على ما يبدو !) ليخوضا صراعاً عنيفاً ينتهي بنهاية عنيفة جداً مع دمار الأرض و انتصار ساتان !!
يقول جو ناجاي أنه كان يريد بتلك النهاية العنيفة التوعية إلى خطر الحرب و لورداتها ، و أن الشر إذا لم يحارب فقد ينتصر و يؤدي ذلك لدمار الأرض كلها ، القصة بصراحة تبدو لي سوداوية جداً و ناضجة جداً ، و من المستحيل ترجمة هكذا شيء للعربي .. في نفس الوقت الذي كانت فيه الرجل الشيطان تعرض على التلفزيون في اليابان ، عرضت أيضاً سلسلة مازنجر Z ، و التي يقول جو ناجاي نفسه عنها بأنها كانت عبارة عن ( لعب عيال ، و لهدف تجاري بحت ، و بمستوى فني رديء !! ) و ليكتشف لدهشته البالغة بأنها حققت نسبة مشاهدة أعلى من مشاهدة ديفل مان !
إذا نظرنا من وجهة نظر فنية بحتة لتصميم مازنجر بعد رؤية التصاميم السابقة يمكنني القول بأن مازنجر هو عبارة عن التعبير الآلي عن الشيطان آمون ! نفس الخطوط العامة و نفس الألوان ، و هو أمر مهم لي عندما تعرف بأن غريندايزر في فنياً نسخة مطورة عن مازنجر ليس أكثر . من الجميل معرفة كيف تم ابتكار تلك التصميمات الجميلة لتلك الوحوش الآليه علها تساعدنا على ابتكار تصاميم مستقبلية على ما أظن .
رغم أن لمازنجر شعبية كبيرة في الوطن العربي ، إلا أنني شخصياً لم أستطع استساغته بالمرة ، و السبب الأساسي يعود لذوقي الصعب في مجال الرسوم ، و كما قال جو ناجاي كان رسم مازنجر في البداية تجارياً ، و الأنيم نجح بسبب ابتكارية القصة و ليس جودة الرسوم ، كان مازنجر اول رجل آلي خارق يتم تعريفه بأنه عبارة عن مركبة تقاد من قبل إنسان Super robot ، إنه شديد الأهمية و قد صدر مالا يقل عن 50 أنيم بقصة مشابهة ، يمكن اعتبار مازنجر أبو الروبوتات كما أن سوبرمان هو والد جميع أبطال مارفل الخارقين. في السنين اللاحقة خفت بريق ال super robots ليحل محلها مفهوم البذلة المقاتلة mobile suit كما في سلسلة أجنحة كاندام Gundam wings و فيها يتم التركيز أكثر على مقاتل البذلة الإنسان أكثر من البذلة بحد ذاتها ، بينما كانت شعبية السوبر روبوت تنبع من الروبوت بحد ذاته ! يعني دوق فليد على عيني وراسي بس الأصل غريندايزر و ليس العكس !
لفهم التطور التاريخي أدعوكم لمشاهدة هذا الفيديو الجميل
كانت بداية مسلسلات الميكا ( اختصار من ميكانيكال روبوت Mecha ) و السوبر روبوت في البداية رجالاً آلية صرفة مثل Tetsujin 28-go الذي شاهدتموه بالأبيض و الأسود في بداية الفيلم ، مع نوع من العلاقة الغامضة دوماً بين الرجل الآلي و طفل صغير يتحكم به ، نفس الثيمة توجد في جونكر Astro ganger أو قاهر المجرة إن أردنا تعريب الإسم ، في الواقع كانت العلاقة مضطربة دوماً بين الرجل الآلي و قائده ، في جونكر مثلاً استخدمت ثيمة متقدمة جداً مقارنة بعصرها تعتمد على ما يسمى بال living orango-metallics أو الخلايا العضوية المعدنية الحية ، و التي قامت بينها و بين خلايا إنسان معين علاقة ارتباط ، أي أن جونكر و كنتارو يندمجان معاً تماماً أثناء القتال و ليس جونكر مجرد آلة ، طبعا القصة كانت فشلاً ذريعاً في وقتها لكني أراهن بأنها ستحصد نجاحاً ساحقاً في حال تمت إعادة كتابتها هذه الأيام مع الكثير من المؤثرات المذهلة و نحن نشاهد تحويرات DNA لكنتارو وجونكر أثناء الالتحام ! نفس الحكاية تعود مع الرجل الحديدي و اسمه الأساسي آيزنبورغ محارب الديناصورات Dinosaur War Izenborg 恐竜大戦争アイゼンボーグ. و التي تكون فيها العلاقة أشد تعقيداً ، إذ أن كلاً من كمال ولميس تعرضا لحادث في الصغر جعلهما يستبدلان أجزاء من جسديهما بآلات ( ما يسمى حاليا بالسايبورغ ) ، و عندما يتم الاتحاد في الواقع فإنهما يتحدان مع المركبة لتشكيل سايبورغ عملاق يقاد من قبل عقلين بشريين معاً !!! يعني بصراحة ولييييييييييي قديش كانو سابقين عصرن بهديك الأيام !! إيه مستحيل كان حدا يفهم ! و لو خطر ببالهم استبعاد حكاية الديناصورات من المسلسل و التخلي عن موضوع الممثلين المرتدين لأقنعة لربما كان العمل مقنعاً أكثر بكثير مما بدا عليه للأسف ..
الجميل كان في حبكة جو ناجاي بساطتها ، نحن لا نتحدث يا سادة عن سايبورغ أو ديناصورات شريرة تقذف اللهب من بطونها و لا أي شيء سحري ، لدينا مجرد ربوتات درويشة يقودها شوفير و انتهى الموضوع ! و هو سر نجاحه !!كان البطل الذي يقود مازنجر z يحمل اسماً مألوفاً في النسخة غير المعربة : كوجي كابوتو ! Kouji Kabuto ، نعم إنه نفس الكوجي الذي تعرفونه في غريندايزر و يحمل نفس الملامح و الطباع الشخصية أيضاً، و سأشرح لكم بعد قليل سبب استخدام نفس البطل في غريندايزر لاحقاً .
أصل للفقرة التي كتبت كل ما سبق فوقها لأستطيع التحدث عنها براحتي ! بعض المعطيات العامة لهواة الأرقام ليس إلا : ظهر غريندايزر أولاً على شكل مانغا كما هي العادة ، صورة العدد الأول على الجانب ، و من ثم ظهر من بعده الأنيمي المعروف بدأ بث الأنيمي على التلفزيون الياباني من October 1975 – May 1976 ، و كان من انتاج Toei animation من الجيد معرفة أنه وصل لبلادنا بسرعة كبيرة نسبياً – تم عرضه باللغة العربية في بدايات الثمانينيات – و هذا سبب أكيد لنجاحه وقتها ، كانت التلفزيونات العربية على الأقل في حالة فوران ، و تشتري كل شيء غالٍ و حديث ، حدث الآن ولا حرج عن أعمار مسلسلات الكرتون التي تعرض على قنواتنا الفضائية – الخاصة – بين قوسين ، عداك عن ردائتها و رخص ثمنها أصلاً .
ربما لا يعرف الكثيرين بأن نواة القصة الأساسية لم تكتب من قبل جو ناجاي نفسه ، في الواقع ، كان غريندايزر تشذيباً لفيلم أنيمي يسبقه يسمى ب The Great Battle of the Flying Saucer ، 宇宙円盤大戦争 ،المعركة الكبرى للوحوش الآلية الطائرة !
تصميم غرينذايزر في الفيلم كما ترون ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالتصميم الذي طوره جو ناجاي لحسن الحظ ! ( حتى اسمه في الفلم كان Gattaiger غاتايغر ، غاتتا باليابانية تعني الاتحاد – أظنها آتية من فكرة الالتحام بين سبيزر و تايغر - أما تايغر بالإنكليزية فمعناها واضح ، و قد تم الحفاظ على بعض الأغاني من ذلك الفلم على ما يبدو لأني متأكد من سماع لفظة غاتايغر في غريندايزر أكثر من مرة ) أما بالنسبة لدايسكي فهو تقريباً نفسه مع تعديل ألوان البزة ، هيكارو و غورو أيضاً موجودين و الستايل العام للجو أمريكي ، ربما يفسر هذا استخدام جو ناجاي لمزرعة على طريقة رعاة البقر الأمريكيين ليتحدث عن قصة ضمن مناخ ياباني عام لكافة الشخصيات الأخرى في السلسلة !
في القصة الأصلية يكون دايسكي الإبن الحقيقي للدكتور أمون وليس بالتبني ، يفر هارباً من الكوكب فليد بعد أن هاجمته وحوش كوكب Yarban ، و ذلك على متن الطبق التجريبي المسمى غاتايغر ، بعدما يصل للأرض تلاحقه قوات ياربان و تحدث بينهم معركة فاصلة ، و في اللحظة الأخيرة تنقذه خطيبته السابقة من كوكب ياربان و اسمها توليدا ، بأن تضحي بنفسها و يتمكن بعدها من العودة لكوكبه .. إذا كنت من هواة غريندايزر فأنت تقفز قفزاً الآن في مقعدك !
الظاهر ان القصة راقت لجو ناجاي كثيراً ، و تم بالتراضي شراء حقوق القصة ليتم إعادة انتاجها بالكامل مع خلط كثير من خبرات جو ناجاي في أعماله السابقة ، تم جلب قصة الصراع من قصة أوني و بعض عناصر الكوميديا من قصة Harenchi Gakuen ( دامبي موجود نفسه تقريباً في تلك السلسلة مع تحوير بسيط في الشكل ) ، تم جلب التصميم للرجل الآلي من تصميم مازنجر المعدل أساساً في رأيي من تصميم الشيطان آمون ، اسم آمون نفسه استخدمه جو ناجاي لتسمية والد دايسكي في مفارقة تبدو غريبة للوهلة الاولى ، فيغا الكبير نفسه و زوريل يبدون لي مشابهين بشدة لشكل Devilman ، و لا بأس من بعض ال softcore عبر استخدام هيكارو و غيرها من فتيات الأنيمي كما يحلو لجو ناجاي أن يفعل دائماً .
المشكلة الأساسية كانت مع كوجي ، إذ أن معظم الناس كانوا يعتبرون بأن غريندايزر هو مجرد امتداد لسلسلة مازنجر الساحقة النجاح ، لم يصدق مساعدو جو ناجاي أنه لا يريد إستخدام كوجي كقائد لغريندايزر ، كان هذا سيضر كثيراً بشعبية العمل ! و بعد العديد من التوسلات قبل جو ناجاي على مضض إستخدام كوجي كشخصية ثانية في المسلسل ! و هو الأمر الذي لم يرق لمحبي مازنجر على الإطلاق و الذين رأو بطلهم المحبوب يعامل باستهزاء من قبل دايسكس المغرور – خصوصاً في الحلقات الأولى – ! و من الأسباب الأساسية لضعف الأنيمي في اليابان. يبدو الأمر سخيفاً و مضحكاً فعلاً و نحن نقرؤوه هكذا !
السبب في رأيي واضح ، كان جو ناجاي يعرف تماماً مدى خفة عمل مازنجر ، صحيح أن له مؤيدين كثر لكنه كفنان يعرف جيداً ماذا يفعل ، و أعتقد أنه وضع روحه كلها في عمل غريندايزر ، كما قرأت عن لسانه حرفياً بأنه يعتبر غريندايزر أفضل و أحد أكمل أعماله التي أنتجها ، و كان يريد له أن يقيم وحده كعمل مفرد و أن لا يكون مجرد امتداد لسلسلة فاشلة بوجهة نظره ، و أتفق معه تماماً في هذا الطرح .
تحققت لغريندايزر شعبية ساحقة وفورية بشكل أساسي في الدول الناطقة بالفرنسية مثل فرنسا و كندا ، و أيضاً في إيطاليا ، إضافة للبلدان العربية ، و لم ينجح بتاتاً في أمريكا ، حتى أن البث توقف عند الحلقة 26 من أصل 74 بسبب ضعف المتابعة.
النسخة العربية نجحت لأسباب عديدة ، لكن أهمها برأيي كان العمل المدهش لفريق الدوبلاج اللبناني الذي كان وراء المايكروفونات و الذي أمتع الجميع
بعدما كبرت و تقدمت في السن لا أعتقد أن حبي لغريندايزر هو مجرد حب
لرجال آليين و قصص مراهقة و آكشن و ما إلى ذلك ، أحترم في العمل مدى الحب
المبذول في الانتاج و مدى التفاني في الوصول لمنتج محترم ، أحب الإخلاص لدى
فريق الدبلجة و الذي يجعلني اشعر بأننا كنا اناساً محترمين نترجم الأعمال
الأجنبية بصدق و إخلاص ، قارن دوبلاج غريندايزر الذي حافظ على كل الأسماء
الأصلية ( الدبلجة الوحيدة التي قامت بذلك ، بينما قامت الدبلجة الفرنسية
باستبدال الأسماء كلها بأسماء مشتقة من أسماء النجوم مثل أكتاريوس و ألكور ،
ليقر الفرنسيين بعد ذلك بسنين عديدة سوء تصرفهم و سوء احترامهم للنقل عن
الغير !! ) و قارن هذا مع بعض الأغبياء في استوديو سوري لن أذكر اسمه قاموا
بدبلجة سلاحف النينجا ، و قاموا بكل غباء باستبدال أسماء السلاحف مايكل
أنجلو و دوناتيللو و رافاييل المسمين على أسماء فناني عصور النهضة لتعريف
المراهقين بهم و استبدالها بأسماء مثل مهران و دهشان و خرفان و جربان ..
إلخ .. وقل لي بعد ذلك هل نحن نسير للأمام أو الوراء بعد إذنك !!
ليس الهدف هنا على أيه حال إعادة سرد حكاية غريندايزر من جديد فإذا أردت ذلك يمكنك الذهاب إلى ويكيبيديا و القراءة مباشرة ، لا أريد عمل قص و لصق لشيء معروف للجميع و إنما احدثكم عن بعض ماقد غاب عن الكثيرين ، تقييمي العام لمستوى الرسوم بعد هذه السنين متأرجح ، هنالك حلقات رسمت حتماً بمتابعة جيدة من جو ناجاي و هنالك حلقات يتردى فيها المستوى بشكل فظيع – سواء على مستوى الحبكة او الرسوم - لكني سأسرد هنا بعضاً من المواقف التي أجدها ربما الأكثر نضجاً في غريندايزر و حلقاتي المفضلة شخصياً :
جميلة جداً لقطة البكاء من خلف القناع و آية في الرومانسية – الدقيقة 4 – ، و الحلقة كلها بشكل عام متقنة الرسم بشكل مذهل و الكلاب الثلاثة مدهشة بصراحة.
أيضاً لحظة ضياع كل شي في الأخير من قبل ( العدو النبيل ) – الدقيقة 7 – مؤثرة جداً و لا تصدق أن البعض يعتقد أنها موجهة للصغار.
حلقة موت نايدا مؤثرة جداً أيضاً و لو تم عرضها حالياً فربما تم إتهامها
بأنها إرهابية و أن التضحية بالنفس في سبيل الأحبة خاطئ و عليك اللجوء
للمفاوضات و الاحتجاج بالشموع فقط !! تم تصوير حالة الهذيان الذي أصابت
دايسكي مع تذكره للحرب على كوكب فليد – الدقيقة 2.30
الجزآن الأول و الثاني من قصة احتلال المختبر هي ربما أفضل حلقتان في غريندايز من الناحية الفنية البحتة ، و حتى القتال عنيف جداً و موفق بشكل مذهل . و إن كان الدوبلاج للأسف ركيكاً للغاية
على صعيد التطور التقني بالقصة ، كانت هناك مرحلة فعلاً شغل ناس حابة شو
عمتعمل ، و هي تظهر في الحلقات التي بدأنا فيها مثلاً نقترح إضافة طرق
إضافية بعيدة عن القاعدة مثل الطريق رقم اثنين و الطريق رقم سبعة ، و
لننتقد تصميم غريندايزر نفسه ! و نقرر بأن زمن الالتحام مع سبيرز لا جدوى
منه و خطر جداً ، و ليتم اقتراح بدائل يتم تطويرها ل3 أسلحة مختلفة تتحد مع
غريندايزر ، كان هذا شيئاً عبقرياً بمقاييس تلك الأيام ، أنت تنتقد ذاتك
موضوعياً ضمن الأنيمي و توجد حلول أكثر منطقية . – انظر الدقيقة 6.30 في
الفيديو التالي –
هذا إذا كل ما جعبتي لأقوله عن غريندايزر دون أن أكون مكرراً ، و في نهاية هذه التدوينة سألخص فقط أهم الإضافات التي قام بها جو ناجاي لعالم المانغا.
البصمات الهامة لجو ناجاي في عالم المانغا :
قيل
جو ناجاي
جو ناجاي Gō Nagai 永井 豪 هو كاتب قصص مانغا Manga يابانية و مؤلف لعدد من مسلسلات الأنيمي Anime و هو يعد أحد الفنانين الهامين جداً في تاريخ القصص المصورة اليابانية.
جو ناجاي هو الشخص الذي كان وراء مسلسلات غريندايزر و مازنجر Z المعروفين جيداً في العالم العربي. يمكن القول بأن غريندايزر هو عمل الكرتون الذي ما زال الأكثر شهرة في العالم العربي حتى يومنا هذا.
ملاحظة صغيرة فقط بالنسبة للأنيمي Anime فأحب أن يتم التمييز بينه و بين الأنيميش Animation إذ يخصص الأول للكلام عن سلاسل المانغا المحولة لصور متحركة حصراً بينما يشار للثاني غالباً عندما نتحدث عن بقية الأنواع ، خصوصاً الأنيميشن الثلاثي الأبعاد مثل منتجات بكسار Pixar و دريم وركس Dream works و التي تصنف على أنها أنيميشن وليست أنيمي ، من الأمثلة الجيدة على الأنيمي مسلسلات مثل المحقق كونان Conan Detective أو مسلسل سلام دانك Slam dunk و دراجون بول أو كرة التنين Dragon Ball
النشأة و المولد :
ولد جو ناجاي في 6 سبتمبر للعام 1945 في مقاطعة إيشيكاوا في اليابان ، أي تواً بعد نهاية الحرف العالمية الثانية ، كان الشقيق الرابع من خمسة أشقاء لوالديه يوشيو و فوجيكو ناجاي.. و لينتقل بعدها للعيش وفي سنٍ مبكرة بعد وفاة والده إلى طوكيو حيث سينشاً و سيترعرع.
كانت مطالعاته و هو صغير متأثرةً بأعمال الكاتب الفرنسي جوستاف دوريه و قصص مشهورة مثل الكوميديا الإلهية لدانتي .
دخل عالم المانغا بعد أن أنهى المرحلة الثانوية في ثانوية إيتاباشي في طوكيو. و بشكل مشابه لما يحدث عندنا مع درجات البكالوريا فإنه لم يوفق للدخول إلى كلية محترمة وفق رغبة والدته !من الغريب معرفة أن الدخول للكليات و الجامعات المحترمة في اليابان في ذلك الوقت كان محدداً وفق درجات امتحان الثانوية العامة. و معظم الطلاب يقوم بإعادة البكالوريا ، الطريف في الموضوع أن لديهم تسمية لطالب الإعادة Ronin
Student
و رونين تعني محارب الساموراي الأخرق !
أثناء قيامه بسنة الإعادة أصيب بإسهال حاد كاد أن يودي بحياته ( تذكروا
أننا في الستينيات من القرن في اليابان المنهكة من الحرب و كان الإسهال
حينها قاتلاً في بعض الأحيان)، عندما دخل المستشفى بعد أسبوع من مرضه. بات
مقتنعاً بأنه يعيش أيامه الأخيرة ، و قرر حينها أن الشيء الوحيد الذي يريد
فعله قبل أن يموت هو أن يؤلف قصة مانغا تثبت للعالم أنه عاش .. و بالفعل
كتب قصة مانغا قصيرة وهو في المشفى قبل أن تتحسن حالته و يشفى. لكن هذه
كانت نقطة التحول في مسار حياته. إذ قرر بعدها ترك الدراسة الجامعية و
الانطلاق ضمن عالم المانغا إلى غير رجعة.بدأ ناجاي بعمل بعض الرسومات و إرسالها لعدد من بيوتات النشر المخصصة بالمانغا ( يحزنني فعلاً أن أتحدث عن بيوتات نشر كاملة للرسم في طوكيو في عام 1967 و لا يوجد لدينا ولا واحدة حتى الآن في سوريا حتى لا أقول العالم العربي ) ، ولم يحصل على أية استجابة رغم أن رسومه كانت جيدة فعلاً ، للأسف يبدو أن المدام الوالدة لديه كانت شخصية عنيدة المراس و لا تختلف كثيراً عن أي ( إم عبدو ) حلبية. فقد كانت وجهة نظرها إنو ( شو هالحكي الفاضي هاد مانغا و ما مانغا ! ) و ثبت بعدها أنها كانت تذهب لكل ناشرٍ يرسل إليه و تترجاه بأن لا يقبل هذه الرسومات من إبنها الأخرق مع الكثير من ( الله يحن عليك و ماعندي غيرو و بيتقل قلبي عليكن .. ) إلخ !
طبعاً الإصرار بالأخير سيجعلك تقنع السيدة الوالدة بأن فالج لا تعالج ، و أخيراً إهتمت مجلة Shonen Sunday ( الشونن على فكرة هو تصنيف للأنيمي المخصص للمراهقين يعتبر موجهاً أكثر للفتيان – مليء بالأكشن و الآلات و العنف – مقارنة مع الشوجو المخصص أكثر للفتيات – رومانس و علاقات عاطفية و لطف – ) . قامت شونن سنداي بتقديمه بعدها إلى الفنان شوتارو إيشينوموري و الذي قبل توظيفه عنده في استوديو إيشنوموري عام 1965 عن عمر لا يتجاوز 19 عاماً.
كان العمل الذي لفت انتباه إيشنوموري هو نموذج لقصة خيال علمي عن محارب نينجا مستقبلي ( لم تكن تتجاوز وقتها ال 15 صفحة ، أنجزها جو بمساعدة أخيه ياسوتاكا ، و بإشراف إيشنوموري تطورت لتصل حتى 80 صفحة ، ولكنه كان يقول لجو ناجاي بأن مستوى رسومه سيء و ركيك و عليه تحسين مستواه ! ( من البديهي طبعاً أن كل إنسان يبدأ بمستوى متواضع لكن من المضحك فعلاً و أنت تقرأ الأحداث في الماضي عندما ترى مثلاً أستاذ سير إسحاق نيوتن للفيزياء وهو يتهم طالبه بالغباء ! ) ، في عام 1967 قبله إيشينوموري كأحد مساعديه الأساسين رغم معارضة والدته دوماً و أبداً.
الأعمال الأولى :
كانت الأعمال الاولى لجو ناجاي في طابعها العام عبارة عن قصص هزلية قصيرة جداً و مضحكة و قد تكون في كثير من الأحيان مؤلفة من كادر واحد فقط ! مثل سلسلة Meakashi Polikichi التي نشرها في مجلة Bokura عام 1967 ، و لكن عمله الذي غير كل شي هو سلسلة Harenchi Gakuen.
النجاح الأول Harenchi Gakuen (بصراحة لا أجد ترجمة لها أفضل من ترجمة : مدرسة المشاغبين ! و التي تجعلك تفهم بالضبط ماهي القصة)
القصة بشكل عام تتحدث عن مغامرات طالب مراهق في المدرسة الثانوية و بعض المواقف المضحكة التي يتعرض لها عند معاكسة الفتيات و إغضاب الأساتذة ( برأيي الشخصي من الطبيعي أن تكون هكذا قصة صادرة عن طالب ما جمع منيح بالبكالوريا أول سنة ! وربما جعلها الصدق الموجود فيها تتكلل بالنجاح ! )
في الأساس قام جو ناجاي بإنجاز هذه السلسلة لتكون الأولى ضمن مجلة Shonen Jump الحديثة الظهور و لكي تتنافس مع المجلات الأخرى الشعبية . كانت البداية بعمل قصة عن المدارس الثانوية و الشغب بالاعتقاد بأن هذا المزيج هو مزيج ناجح ، كان لديه أحد المساعدين الذين حدثه عن قصة طريفة عن كيف كان يسترق النظر لعيادة المدرسة المخصصة للفتيات عبر فرجة ضمن الحائط ! و قرر ناجاي أن هذا هو الأسلوب الذي ستسير عليه السلسلة ! بصراحة لست مقتنعاً بهذه التقفيلة و أراها حجة ليس أكثر ! كما لا أقتنع أيضاً بأنه استلهم خطوط بطلته الأساسية من تمثال فينوس الشهير و انفتاحه على الثقافة الغربية ، لكني هنا لست المفتش العام و لاقاضي القضاة بل مجرد قارئ درويش يستخدم جهازه المحمول المتواضع لترجمة هذه السطور من الويكيبيديا و الجوجل ليس اكثر !
رغم أنها اعتبرت فضائحية في وقتها ، تبدو هذه القصص شديدة البراءة بمعايير أيامنا الحالية ، فجو ناجاي لم يقم أبداً برسم جنسي صريح ، و حتى عندما كان يرسم صوراً جريئة فقد كان هنالك دوماً لمسة من الكوميديا في الموضوع ، لكن على أي حال قام كثيرُ من الآباء و الأساتذة بالاعتراض على السلسلة ،و اعتبر جو ناجاي بهذا العمل بأنه أول من يقدم جرعة من المحتوى للجنسي للقصص في تاريخ المانغا، و قد أدى هذا لهزة عنيفة في أوساط القراء و الفكرة السائدة عن المانغا بشكل عام ( التي كانت لا تزال في تلك الأيام تعتبر مخصصة للصغار فقط كما يعتقد الكثيرون في العالم العربي حتى يومنا هذا ) ، و لكن المبيعات رغم ذلك وصلت إلى ملايين النسخ للمجلة أسبوعياً .
زاد تضييق الخناق على القصة و ناجاي حتى بدأت تمنع من النشر في بعض المقاطعات اليابانية ، كانت رابطة المدرسين و الآباء تربح المعركة ضده و بدا أن القصة ذاهبة نحو الإيقاف ، قام ناجاي عندها بتحويل مسار الأحداث من مجرد قصص مضحكة عابثة إلى قصة مسلسة ترسم الصراع ما بين جيل الطلاب و جيل المدرسين !! متمسكاً بحرية التعبير و الرغبة في الابتعاد عن النفاق ، فقد كان رأيه أن هنالك كثيراً من القصص الجنسية الصريحة يقرؤها أولئك الناس كل يوم و ليس من المبرر لهم أن يتذرعوا بالفضيلة الآن ضد قصصه هو بالذات . نهاية القصة كانت دراماتيكية عندما جعل كل أبطاله يموتون في معركة ضد نقابات الآباء و المدرسين دفاعاً عن حرية التعبير !!! ( مدري ليش ذكرني بنهاية ضيعة ضايعة ! )
ويمكن القول بأن هذه القصة قد غيرت منحى المانغا الياباني كلياً في أعوام الستينات و حتى أنها أصبحت رمزاً لها.
حمل له هذا العمل الكثير من الشهرة ، و أصبح الشخص الأول على صفحات المجلات و المقصد الأول لعدسات المصورين أينما حل بعد أن كان مجرد مانغاكا مغمور.
تأسيس شركة Dynamic Production :
أسس جو ناجاي هذه الشركة بعد نجاح هارنشي جاكون ، بعد أن لاحظ بأنه عملياً لم يحصل على أيه أرباح من عروض التلفاز الخاصة بالقصة و لا بالمنتجات الدعائية الملحقة من تماثيل و خلافه ( نفس القصة تتكرر مع الكتاب لو لاحظت التدوينات السابقة ، و بنفس الشكل الذي نسمعه عن صراعات الفنانين مع شركات إنتاج الموسيقية ، الظاهر أن الشركات الكبرى دوماً تهدف لامتصاص دمك حياً و جعلك ترضى بالفتات فقط ، دعونا نتعلم هذا من أجل مستقبلنا ) ، تأسست هذه الشركة عام 1969 و أصبحت مسجلة في البورصة عام 1970
تطور الأسلوب الفني :
حتى نهاية العام 1970 ، كانت كل قصص جو ناجاي ذات لمسة كوميدية واضحة ، حتى قام الناشرون بقولبته أخيراً ضمن هذا الكادر و أصبحو لا يتوقعون منه شيئاً خارجه. لتأتي قصة Oni – 2889 كقصة خيال علمي مختلفة تماماً ، تتحدث أوني عن صراع ما بين أناس قادمين من الفضاء الخارجي ( شعب الأونيس onis ) و بني البشر ، و كما تتخيلون فهذه الثيمة متأثرة بشدة بروح العصر ( حط نيل أرمسترونغ قدمه على سطح القمر في 21 تموز عام 1969 ) و كانت المخلوقات الفضائية شبه حقيقة حتمية في تلك الأيام و ثيمة على لسان الجميع ، و من الجميل ملاحظة الأصول الأولى لفكرة غرانديزر في هذا العمل.
في عام 1971 بدأ جو ناجاي يتبنى ادارج مزيد من الرعب هذه المرة في القصص ، من الممتع تتبع مصادر إلهامه في تلك الفترة مثل قصة Africa Nochiلكاتب الخيال العلمي الياباني الهام Yasutaka Tsutsui، وقصص الرعب القوطي للكاتب الإيرلندي Sheridan Le Fanu و المشهور على فكرة بقصة كاميليا Carmilla التي اعتبرت الإلهام الأساسي لبرام ستوكر Bram Stokerلكتابة رواية دراكيولا Draculaو بداية النجاح الواسع لقصص مصاصي الدماء.
استناداً للتأثيرات السابقة خرجت سلسلة Mao Dante و التي تم تطويرها ليصدر أهم أعماله على مستوى اليابان Devilman أو デビルマン الرجل الشيطان. و التي حصدت كثيراً من الجوائز و الشهرة الأسطورية و أعتبر الكثير من السلاسل الحالية متأثرة بها نوعاً مثل devil may cry ، death note ..
تتحدث القصة عن المراهق الخجول و المتواضع Akira Fudo ، و الذي فقد والديه عندما ذهبا في رحلة استكشافية للقطب المتجمد ، تتم تربيته من قبل عائلة صديقة له تدعى Miki و تنشأ بينهما علاقة حب ، لكن ميكي تكون دوماً محبطة من جبن آكيرا و عدم قدرته على الدفاع عن نفسه و تدخلها هي لإنقاذه من العديد من المشاكل.
يخبره ذات يوم صديقه الحميم ريو RYO بأن والده إكتشف وجود الشياطين عندما كان يقوم بالتنقيب ضمن أحد معابد المايا القديمة و وجد جمجمة كاملة لشيطان ، و تقول الأسطورة بأن من الممكن استخدامها لجلب الشياطين و جعلها تستحوذ المالك ، كان ريو يرغب باستخدامها بنفسه لمحاربة الشياطين لأنه يعتقد بأنه : To fight a demon, one must become a demon. و هو ما يمكن ترجمته بالعربي : إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب !! إحم !
المشكلة في الموضوع هي أن الشياطين و عندما تستحوذ على شخص ما فستغير كل طباعه و صفاته ، كان ريو يعتقد بأن فقط الأشخاص أنقياء القلوب مثل آكيرا بإمكانهم مقاومة هذا الاستحواذ ، لذلك يأخذ آكيرا ذات مساء إلى نادٍ ليلي و يفتعل شجاراً للفت أنظار الشياطين إليهم ، و ليتم في النهاية استحواذ آكيرا من قبل شيطان قوي يدعى آمون Amon لورد الحرب – مرة أخرى لاحظ الاقتراب من غريندايزر بطريقة غير مباشرة – و لكن آكيرا يستطيع السيطرة على قوى هذا الشيطان كلها مع المحافظة على نقاء قلبه .
تنقلب شخصيته رغم ذلك بشكل حاد و يصبح عنيفاً و حاد الطباع رغم طيبته و عندها فقط تعجب Miki به ! و الظاهر أن محبة البلطجيين حقيقة علمية لدى الفتيات و إلا فكيف يفسر لي أحد كيف تحب البنات كريستيانو رونالدو مثلا ؟
المثير في نهاية القصة هو الاكتشاف بأن صديقه ريو هو إبليس ذاته في حالة سبات !! Satan himself in a dormant state ! ( و أنا هنا أصرخ لحد الألم من التشابه مع Street fighter و شخصية ريو الطيب / ريو الشرير فيها ! هذا الرجل في كل مكان على ما يبدو !) ليخوضا صراعاً عنيفاً ينتهي بنهاية عنيفة جداً مع دمار الأرض و انتصار ساتان !!
يقول جو ناجاي أنه كان يريد بتلك النهاية العنيفة التوعية إلى خطر الحرب و لورداتها ، و أن الشر إذا لم يحارب فقد ينتصر و يؤدي ذلك لدمار الأرض كلها ، القصة بصراحة تبدو لي سوداوية جداً و ناضجة جداً ، و من المستحيل ترجمة هكذا شيء للعربي .. في نفس الوقت الذي كانت فيه الرجل الشيطان تعرض على التلفزيون في اليابان ، عرضت أيضاً سلسلة مازنجر Z ، و التي يقول جو ناجاي نفسه عنها بأنها كانت عبارة عن ( لعب عيال ، و لهدف تجاري بحت ، و بمستوى فني رديء !! ) و ليكتشف لدهشته البالغة بأنها حققت نسبة مشاهدة أعلى من مشاهدة ديفل مان !
إذا نظرنا من وجهة نظر فنية بحتة لتصميم مازنجر بعد رؤية التصاميم السابقة يمكنني القول بأن مازنجر هو عبارة عن التعبير الآلي عن الشيطان آمون ! نفس الخطوط العامة و نفس الألوان ، و هو أمر مهم لي عندما تعرف بأن غريندايزر في فنياً نسخة مطورة عن مازنجر ليس أكثر . من الجميل معرفة كيف تم ابتكار تلك التصميمات الجميلة لتلك الوحوش الآليه علها تساعدنا على ابتكار تصاميم مستقبلية على ما أظن .
رغم أن لمازنجر شعبية كبيرة في الوطن العربي ، إلا أنني شخصياً لم أستطع استساغته بالمرة ، و السبب الأساسي يعود لذوقي الصعب في مجال الرسوم ، و كما قال جو ناجاي كان رسم مازنجر في البداية تجارياً ، و الأنيم نجح بسبب ابتكارية القصة و ليس جودة الرسوم ، كان مازنجر اول رجل آلي خارق يتم تعريفه بأنه عبارة عن مركبة تقاد من قبل إنسان Super robot ، إنه شديد الأهمية و قد صدر مالا يقل عن 50 أنيم بقصة مشابهة ، يمكن اعتبار مازنجر أبو الروبوتات كما أن سوبرمان هو والد جميع أبطال مارفل الخارقين. في السنين اللاحقة خفت بريق ال super robots ليحل محلها مفهوم البذلة المقاتلة mobile suit كما في سلسلة أجنحة كاندام Gundam wings و فيها يتم التركيز أكثر على مقاتل البذلة الإنسان أكثر من البذلة بحد ذاتها ، بينما كانت شعبية السوبر روبوت تنبع من الروبوت بحد ذاته ! يعني دوق فليد على عيني وراسي بس الأصل غريندايزر و ليس العكس !
لفهم التطور التاريخي أدعوكم لمشاهدة هذا الفيديو الجميل
تطور ربوتات الميكا
منذ بداية الستينيات و حتى العام 1993 ، يمكننا تعرف كل من رعد العملاق و
مازنجر و غريندايزر و خماسي و كوندام و غيرهم
كانت بداية مسلسلات الميكا ( اختصار من ميكانيكال روبوت Mecha ) و السوبر روبوت في البداية رجالاً آلية صرفة مثل Tetsujin 28-go الذي شاهدتموه بالأبيض و الأسود في بداية الفيلم ، مع نوع من العلاقة الغامضة دوماً بين الرجل الآلي و طفل صغير يتحكم به ، نفس الثيمة توجد في جونكر Astro ganger أو قاهر المجرة إن أردنا تعريب الإسم ، في الواقع كانت العلاقة مضطربة دوماً بين الرجل الآلي و قائده ، في جونكر مثلاً استخدمت ثيمة متقدمة جداً مقارنة بعصرها تعتمد على ما يسمى بال living orango-metallics أو الخلايا العضوية المعدنية الحية ، و التي قامت بينها و بين خلايا إنسان معين علاقة ارتباط ، أي أن جونكر و كنتارو يندمجان معاً تماماً أثناء القتال و ليس جونكر مجرد آلة ، طبعا القصة كانت فشلاً ذريعاً في وقتها لكني أراهن بأنها ستحصد نجاحاً ساحقاً في حال تمت إعادة كتابتها هذه الأيام مع الكثير من المؤثرات المذهلة و نحن نشاهد تحويرات DNA لكنتارو وجونكر أثناء الالتحام ! نفس الحكاية تعود مع الرجل الحديدي و اسمه الأساسي آيزنبورغ محارب الديناصورات Dinosaur War Izenborg 恐竜大戦争アイゼンボーグ. و التي تكون فيها العلاقة أشد تعقيداً ، إذ أن كلاً من كمال ولميس تعرضا لحادث في الصغر جعلهما يستبدلان أجزاء من جسديهما بآلات ( ما يسمى حاليا بالسايبورغ ) ، و عندما يتم الاتحاد في الواقع فإنهما يتحدان مع المركبة لتشكيل سايبورغ عملاق يقاد من قبل عقلين بشريين معاً !!! يعني بصراحة ولييييييييييي قديش كانو سابقين عصرن بهديك الأيام !! إيه مستحيل كان حدا يفهم ! و لو خطر ببالهم استبعاد حكاية الديناصورات من المسلسل و التخلي عن موضوع الممثلين المرتدين لأقنعة لربما كان العمل مقنعاً أكثر بكثير مما بدا عليه للأسف ..
الجميل كان في حبكة جو ناجاي بساطتها ، نحن لا نتحدث يا سادة عن سايبورغ أو ديناصورات شريرة تقذف اللهب من بطونها و لا أي شيء سحري ، لدينا مجرد ربوتات درويشة يقودها شوفير و انتهى الموضوع ! و هو سر نجاحه !!كان البطل الذي يقود مازنجر z يحمل اسماً مألوفاً في النسخة غير المعربة : كوجي كابوتو ! Kouji Kabuto ، نعم إنه نفس الكوجي الذي تعرفونه في غريندايزر و يحمل نفس الملامح و الطباع الشخصية أيضاً، و سأشرح لكم بعد قليل سبب استخدام نفس البطل في غريندايزر لاحقاً .
أخيراً .. غريندايزر !
أصل للفقرة التي كتبت كل ما سبق فوقها لأستطيع التحدث عنها براحتي ! بعض المعطيات العامة لهواة الأرقام ليس إلا : ظهر غريندايزر أولاً على شكل مانغا كما هي العادة ، صورة العدد الأول على الجانب ، و من ثم ظهر من بعده الأنيمي المعروف بدأ بث الأنيمي على التلفزيون الياباني من October 1975 – May 1976 ، و كان من انتاج Toei animation من الجيد معرفة أنه وصل لبلادنا بسرعة كبيرة نسبياً – تم عرضه باللغة العربية في بدايات الثمانينيات – و هذا سبب أكيد لنجاحه وقتها ، كانت التلفزيونات العربية على الأقل في حالة فوران ، و تشتري كل شيء غالٍ و حديث ، حدث الآن ولا حرج عن أعمار مسلسلات الكرتون التي تعرض على قنواتنا الفضائية – الخاصة – بين قوسين ، عداك عن ردائتها و رخص ثمنها أصلاً .
ربما لا يعرف الكثيرين بأن نواة القصة الأساسية لم تكتب من قبل جو ناجاي نفسه ، في الواقع ، كان غريندايزر تشذيباً لفيلم أنيمي يسبقه يسمى ب The Great Battle of the Flying Saucer ، 宇宙円盤大戦争 ،المعركة الكبرى للوحوش الآلية الطائرة !
تصميم غرينذايزر في الفيلم كما ترون ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالتصميم الذي طوره جو ناجاي لحسن الحظ ! ( حتى اسمه في الفلم كان Gattaiger غاتايغر ، غاتتا باليابانية تعني الاتحاد – أظنها آتية من فكرة الالتحام بين سبيزر و تايغر - أما تايغر بالإنكليزية فمعناها واضح ، و قد تم الحفاظ على بعض الأغاني من ذلك الفلم على ما يبدو لأني متأكد من سماع لفظة غاتايغر في غريندايزر أكثر من مرة ) أما بالنسبة لدايسكي فهو تقريباً نفسه مع تعديل ألوان البزة ، هيكارو و غورو أيضاً موجودين و الستايل العام للجو أمريكي ، ربما يفسر هذا استخدام جو ناجاي لمزرعة على طريقة رعاة البقر الأمريكيين ليتحدث عن قصة ضمن مناخ ياباني عام لكافة الشخصيات الأخرى في السلسلة !
في القصة الأصلية يكون دايسكي الإبن الحقيقي للدكتور أمون وليس بالتبني ، يفر هارباً من الكوكب فليد بعد أن هاجمته وحوش كوكب Yarban ، و ذلك على متن الطبق التجريبي المسمى غاتايغر ، بعدما يصل للأرض تلاحقه قوات ياربان و تحدث بينهم معركة فاصلة ، و في اللحظة الأخيرة تنقذه خطيبته السابقة من كوكب ياربان و اسمها توليدا ، بأن تضحي بنفسها و يتمكن بعدها من العودة لكوكبه .. إذا كنت من هواة غريندايزر فأنت تقفز قفزاً الآن في مقعدك !
الظاهر ان القصة راقت لجو ناجاي كثيراً ، و تم بالتراضي شراء حقوق القصة ليتم إعادة انتاجها بالكامل مع خلط كثير من خبرات جو ناجاي في أعماله السابقة ، تم جلب قصة الصراع من قصة أوني و بعض عناصر الكوميديا من قصة Harenchi Gakuen ( دامبي موجود نفسه تقريباً في تلك السلسلة مع تحوير بسيط في الشكل ) ، تم جلب التصميم للرجل الآلي من تصميم مازنجر المعدل أساساً في رأيي من تصميم الشيطان آمون ، اسم آمون نفسه استخدمه جو ناجاي لتسمية والد دايسكي في مفارقة تبدو غريبة للوهلة الاولى ، فيغا الكبير نفسه و زوريل يبدون لي مشابهين بشدة لشكل Devilman ، و لا بأس من بعض ال softcore عبر استخدام هيكارو و غيرها من فتيات الأنيمي كما يحلو لجو ناجاي أن يفعل دائماً .
المشكلة الأساسية كانت مع كوجي ، إذ أن معظم الناس كانوا يعتبرون بأن غريندايزر هو مجرد امتداد لسلسلة مازنجر الساحقة النجاح ، لم يصدق مساعدو جو ناجاي أنه لا يريد إستخدام كوجي كقائد لغريندايزر ، كان هذا سيضر كثيراً بشعبية العمل ! و بعد العديد من التوسلات قبل جو ناجاي على مضض إستخدام كوجي كشخصية ثانية في المسلسل ! و هو الأمر الذي لم يرق لمحبي مازنجر على الإطلاق و الذين رأو بطلهم المحبوب يعامل باستهزاء من قبل دايسكس المغرور – خصوصاً في الحلقات الأولى – ! و من الأسباب الأساسية لضعف الأنيمي في اليابان. يبدو الأمر سخيفاً و مضحكاً فعلاً و نحن نقرؤوه هكذا !
السبب في رأيي واضح ، كان جو ناجاي يعرف تماماً مدى خفة عمل مازنجر ، صحيح أن له مؤيدين كثر لكنه كفنان يعرف جيداً ماذا يفعل ، و أعتقد أنه وضع روحه كلها في عمل غريندايزر ، كما قرأت عن لسانه حرفياً بأنه يعتبر غريندايزر أفضل و أحد أكمل أعماله التي أنتجها ، و كان يريد له أن يقيم وحده كعمل مفرد و أن لا يكون مجرد امتداد لسلسلة فاشلة بوجهة نظره ، و أتفق معه تماماً في هذا الطرح .
تحققت لغريندايزر شعبية ساحقة وفورية بشكل أساسي في الدول الناطقة بالفرنسية مثل فرنسا و كندا ، و أيضاً في إيطاليا ، إضافة للبلدان العربية ، و لم ينجح بتاتاً في أمريكا ، حتى أن البث توقف عند الحلقة 26 من أصل 74 بسبب ضعف المتابعة.
النسخة العربية نجحت لأسباب عديدة ، لكن أهمها برأيي كان العمل المدهش لفريق الدوبلاج اللبناني الذي كان وراء المايكروفونات و الذي أمتع الجميع
- دايسكي: جهاد الأطرش
- كوجي كابوتو: عبد الله حداد
- هيكارو: نوال حجازي
- ماريا: سوسن بيرقدار (سوزان بيرقدار)
- جورو: ريما حداد
- نايدا – كاووري – شينشي : عايدة هلال
- دامبي: مروان حداد
- فيغا: صلاح مخللاتي في الجزء الأول والجزء الاخر صبحي عيط
- بانتا: صلاح مخللاتي
- روبينا / كريكا: ريما حداد
- هياشي: علي صفا
- جندال: نزيه قطان في الحزء الأول حتى الحلقه 26 وعمر الشمّاع الجزء الاخر
- السيدة جندال : في الجزء الأول عايده هلال الجزء الاخر من حلقة 27 سوسن بيرقدار
- إسماعيل نعنوع: عدة شخصيات ومنها القائد جوس.
جهاد الأطرش ، و
تلاحظ معي مدى دماثة الخلق و الاحترام لهذا السيد ، ليس غريباً أن يصبح
معشوقاً من قبل الملايين في الوطن العربي ، و كما يقول دريد لحام : الأطفال
ليسوا أغبياء لكي نستغبيهم ، بل هم أناس صغار يفهمون تماماً كيف نعاملهم
ليس الهدف هنا على أيه حال إعادة سرد حكاية غريندايزر من جديد فإذا أردت ذلك يمكنك الذهاب إلى ويكيبيديا و القراءة مباشرة ، لا أريد عمل قص و لصق لشيء معروف للجميع و إنما احدثكم عن بعض ماقد غاب عن الكثيرين ، تقييمي العام لمستوى الرسوم بعد هذه السنين متأرجح ، هنالك حلقات رسمت حتماً بمتابعة جيدة من جو ناجاي و هنالك حلقات يتردى فيها المستوى بشكل فظيع – سواء على مستوى الحبكة او الرسوم - لكني سأسرد هنا بعضاً من المواقف التي أجدها ربما الأكثر نضجاً في غريندايزر و حلقاتي المفضلة شخصياً :
جميلة جداً لقطة البكاء من خلف القناع و آية في الرومانسية – الدقيقة 4 – ، و الحلقة كلها بشكل عام متقنة الرسم بشكل مذهل و الكلاب الثلاثة مدهشة بصراحة.
اسم الحلقة : ليلة الاحتفال
اسم الحلقة : نيزك في جزيرة مهجورة
اسم الحلقة : زهرة حب أينعت في العلاء
الجزآن الأول و الثاني من قصة احتلال المختبر هي ربما أفضل حلقتان في غريندايز من الناحية الفنية البحتة ، و حتى القتال عنيف جداً و موفق بشكل مذهل . و إن كان الدوبلاج للأسف ركيكاً للغاية
الحلقة : هجوم غريندايزر المضاد
اسم الحلقة : عهد في الفضاء
هذا إذا كل ما جعبتي لأقوله عن غريندايزر دون أن أكون مكرراً ، و في نهاية هذه التدوينة سألخص فقط أهم الإضافات التي قام بها جو ناجاي لعالم المانغا.
البصمات الهامة لجو ناجاي في عالم المانغا :
- أول من أدخل مفهوم الجنسانية و العنف في القصص
- أول من ابتكر ثيمة التحور لشيطان في عالم المانغا.
- أول من ابتكر مفهوم الرجل الآلي الخارق Super Robot و الذي تتم قيادته من قبل بطل بشري من الداخل.
- أول من ابتكر مفهوم الفتيات الساحرات Magical Girls و الذي تم استخدامه فيما بعد لبناء العشرات من القصص لعل أشهرها هو ساحرات القمر Sailor Moon
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق